بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
كيف استباحت نفسك قطع علائقي
وقفت تناظرني بعينيها الحنونة … أجل حنونة … أشاحت طرفها الدامع
كي لا أراه … ولم تدر به أصاب كبدي الحرّى بمنجلٍ لمّا رآها … كنا هنا
يوماً نلهو بأسراب الحمام … وهناك فوق تلك السدرة الخضراء عانقنا
الغمام … وبطفولة بيضاء تصافحت الأكف أخوّة بلا دماء … في تلك
البقعة الخضراء تبادلنا زهيرات الياسمين … وببراءة الأطفال تعاهدنا
كتم أسرارنا الصغيرة …
جليلة أنتِ … يا من أخلصتِ الإخاء … أتذكرين يا جليلة مقالبكِ الصغيرة …
بشقاوة تضحكين بها عليّ وبسذاجة كنت ولا زلت أعجب كيف تنطلي عليّ …
لِم غادرتكِ أسباب الحياة … أخبريني يا ذات الوجه البريء من بسحائب
الحزن الكئيبة قد كساه … تعالي وشاركيني ما كنت يوماً لا أضن به عليكِ
ولا أصخاه … أين تباشير الصباح الندي على وجهكِ الباسم … ولِم علاه ما
علاه؟ … أتراني أثقلت بأسراري على صندوق قلبكِ الصغير ؟ … ليتني لم
أجمعها عليكِ هموماً تركَت بقلبكِ الندوب … هلا وضعت كفكِ الصغير على فاهي
لأصمت وأسمع شكوى قلبٍ أنهكته الخطوب …
وقفت تناظرني بعينيها الحنونة … أجل حنونة … أشاحت طرفها الدامع
كي لا أراه … وانصرفت حزينة … كيف طابت لكِ نفسكِ القطيعة … كيف
استباحت نفسك قطع علائقي … لتتركيني جذع نخل مجتث قلبه … ضاع
دليله وتاه وحيداً وسط الدروب …
أتمنى أن يلقى صدى في قلب أختٍ غالية على قلبي …